“الكتائب”: المنظومة سلّمت الجنوب لـ”الحزب”
اعتبر المكتب السياسي الكتائبي أن “الأحداث التي حصلت في جنوب لبنان تؤكد خطف حزب الله للقرار اللبناني وتحويل الجنوب إلى منطقة خارجة تماماً عن سلطة الدولة برضى القوى السياسية والنيابية ورئيسي مجلس الوزراء والنواب سواء بسواء واستسلامهم التام للأمر الواقع الذي يدفع أهل الجنوب ثمن تبعاته القاتلة مرة جديدة”.
ورأى في بيان أصدره إثر اجتماعه أن “ما حصل معطوفا على صورة اللقاء بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والسيد نصرالله أزال كل شك عن رعاية حزب الله لعملية إطلاق الصواريخ واستباحة الجنوب وشكّل استفزازاً كاملاً للبنانيين وانتقاصاً كاملاً لما تبقى من هيبة للدولة وسلباً فاضحاً لسيادة البلد”.
كما حذر المكتب “عشية ذكرى 13 نيسان، من استنباط منظومات مسلّحة تنضوي تحت لواء حزب الله وغطاء المحور الإيراني فتتحوّل المخيّمات الفلسطينية مرة جديدة إلى وقود لحروب تعيدنا إلى أيام غابرة أدت إلى النتيجة المعروفة”.
وأشار إلى أن “المنظومة الحاكمة تعمل على استكمال مخططها لتطيير الانتخابات البلدية في فصل جديد هدفه تعطيل الاستحقاقات الانتخابية على أنواعها لتأمين الاستمرار في الإمساك بمفاصل المؤسسات ومصادرة إرادة الناس في ظل غياب رئيس الجمهورية. فبعد سقوط ذريعة مصدر التمويل أو النقص في التمويل، يرفض حزب الكتائب محاولة الدعوة إلى جلسة تشريعية لشرعنة نسف الاستحقاق البلدي والاختياري في وقت باتت الانتخابات حاجة ملحّة خصوصًا في ظل حالة الاهتراء التي تعيشها مؤسسات الدولة المركزية ووجود عشرات المجالس البلدية المنحلّة، ويحمّل المكتب السياسي النواب الذين سيؤمنون النصاب مسؤولية مخالفة الدستور الذي يقول دون أي لبس بتحوّل المجلس النيابي إلى هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالًا في انتخاب رئيس الدولة دون أي عمل آخر”.
وشدد على أن “السبيل الوحيد للخروج من هذا الإخلال التام بالحياة السياسية هو رفع حزب الله قبضته عن الاستحقاق الرئاسي والذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس قادر على جمع اللبنانيين واستعادة سيادة الدولة ومعالجة الملفات وعلى رأسها سلاح حزب الله والشروع في ورشة إصلاحية كاملة بالتزامن مع إعادة علاقات لبنان بالدول الصديقة إلى مسارها التاريخي الطبيعي”.
وأضاف المكتب: “يستكمل حزب الكتائب ورئيسه التواصل الدائم مع كل المعنيين بالملف اللبناني والدول الصديقة التي تسعى لتقديم المساعدة للخروج من الفراغ الرئاسي وبخاصة الجمهورية الفرنسية التي وصل إليها رئيس الكتائب في زيارة رسمية تتوّج في قصر الإليزيه حيث يلتقي مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل الأسبوع المقبل”.
وفي هذا السياق، أكد تقديره “للمساعي التي يقوم بها أصدقاء لبنان والاهتمام الدائم باللبنانيين” لكنه في المقابل اعتبر أن “بعض الحلول المقترحة تمثل استسلاماً لشروط حزب الله واستمراراً للنهج التسووي الذي طبق في 2016 وأدى إلى تدمير لبنان والإطاحة بما تبقى من قدرات اقتصادية ومالية ومعيشية وإلى هجرة عشرات آلاف اللبنانيين”.
وختم بيانه: “من هنا يبذل حزب الكتائب ورئيسه أقصى الجهود لشرح تبعات هكذا مغامرات مدمّرة لمنطق الدولة لاسيما بعد الأحداث الأمنية جنوباً”.