بحضور البطريرك الراعي.. النائب ستريدا جعجع تفتتح مستشفى انطوان الخوري ملكة طوق: اليوم بات لنا مستشفى يليق بأهلنا في بشري
برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي افتتحت النائب ستريدا جعجع مستشفى انطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي بعد أن أنجزت مؤسسة جبل الأرز برئاسة النائب جعجع المرحلة الاخيرة من إعادة تأهيله وصيانته وتدعيمه وتجهيزه وتشغيله ، وذلك في حضور ممثل السفير السعودي في لبنان الأستاذ عبد الرحمن العتيبي ، القائم بأعمال السفارة الكويتية الأستاذ عبد الله شاهين، وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض ،النائب وليم طوق ،النائبين السابقين ، نعمه طعمه و جوزف اسحق ، رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر، رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ، وحشد من رجال الأعمال المساهمين بإنجاز المشروع ، رؤساء بلديات المنطقة والمخاتير، رؤساء مراكز القوات في القضاء وحشد من الأطباء والممرضات والاداريين إضافة الى أهالي الراحل انطوان الخوري ملكة طوق. استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ، ثم كلمة ترحيبية للاعلامي فادي أبو هدير نوّه في خلالها بالجهد الكبير الذي قامت به النائب جعجع على مختلف المستويات الصحية والتربوية والزراعية والسياحية . تلاه عرض فيلم وثائقي عن المستشفى وما تحقق من إنجازات تضمّن أيضا كلمة لرئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع فنّد فيها مراحل البناء والخطوات الصعبة التي قامت بها النائب جعجع لاستكمال العمل رغم الظروف الصعبة . واذ حيّا روح أنطوان الخوري ملكة طوق والنائب جعجع وكل الذين ساهموا بسخاء لإتمام هذا العمل ، هنأ كل أبناء بشري والقضاء ، داعيا اياهم الى الصمود والتجذّر في هذه الارض المقدّسة.” ثم جرى عرض فيلم وثائقي تحدث فيه المهندسان اللذان أشرفا على أعمال التدعيم والعزل كي تتلاءم والمعايير الدولية لمواجهة الزلازل. بدوره نوّه رئيس مجلس الادارة د. انطوان جعجع بالجهد الذي بذلته النائب جعجع من اجل تحقيق هذا الحلم الذي يتمثّل بهذا المستشفى الجامعي وقال “نتلاقى اليوم من أجل الاحتفال بافتتاح صرح طبي وانساني كبير وضع مداميكه الأولى السيد أنطوان الخوري ملكة طوق منذ ما يقارب الأربعين عاماً. ثم افاض الله على مدينتنا الحبيبة امرأة فريدة بين النساء، تفوق الرجال في كثير من المواقف حصانة رأي ، ونقاء طبع ووضوح رؤية ، وجرأة لا تجارى، فإذا هي حمالة أثقال بشري وقضائها في شتى ميادين التنمية المحلية ، انها السيدة الفاضلة ستريدا جعجع التي أنعم عليها الله بباقة من الخصال. همّها ان تثّبت الناس في قراهم من خلال تأمين حياة كريمة تليق بهم ولأجل ذلك انشأت مؤسسة جبل الأرز ، قوامها نخبة من أصحاب الخبرة والكفاءة.” تابع ” انطلقت تجتهد في ضخ الحياة في أكثر من حقل وعلى رأسها القطاع الصحي فأولته عنايةً فريدةً ، والصرح الذي نحتفل بافتتاحه اليوم خير شاهد على ذلك إذ راحت تجمع التبرعات َوالمساعدات من المؤسسات من أهل الخير في لبنان وبلاد الانتشار فأحدثت نقلة نوعية من مستشفى قديم متواضع الإمكانات ، محدود الخدمات الطبية ، الى مستشفى يواكب الحداثة المتجلية في عدد الأسرة الذي أصبح 44 سريراً بعد ان كان 11 سريراً إلى جانب إستحداث أقسام جديدة تتضمن قسما للجراحة العامة وآخر للطبابة الاخصائية وواحد للعناية الفائقة والإنعاش ويشمل 5 غرف كاملة التجهيز ، فضلاً عن قسم الطوارئ ، إلى قسم التشخيص المتقدّم لأمراض الجهاز الهضمي والكبد وقسم تمييل القلب والشرايين.” جعجع الذي لفت إلى أنه من الممكن إجراء توأمة مع المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي لأجل تبادل الخبرات بين الأطباء والممرضات والإدارة ، شكر كل فرد من إدارة وعاملي المستشفى (المدير العام والممرضات والإداريين والأطباء) على كل جهودهم.” أردف ” تقديراً لكل ما قامت به النائب ستريدا جعجع قرّر مجلس إدارة المستشفى إطلاق اسمها على قسم الطوارئ، لكنها شكرت هذه المبادرة ، متمنية أن يحمل القسم المذكور إسمَي : “فريد وماري ملحم جعجع” والدي زوجها د. سمير جعجع فكان لها ما أرادت. فألف شكر لهذه المرأة المقاومة التي تستسهل الصعب وتبسط المعقد، لا تتردد، لا تتراجع، لا تنحني. ولا يفت من عضدها خطر، كونها تعودت الجهاد من أجل محيطها والوطن. ومن العرفان بالجميل ذكر النائب السابق المهندس جوزيف إسحاق الذي ساهم وعاون وقدّم وقته وجهده وكل خبراته الواسعة لأجل تحقيق هذا الإنجاز الكبير. أما بعد ، فلنهنئ بشري وقضاءها بهذه السيدة المولعة باجتراح الإنجازات خدمة للإنسان وتثبيتا له في أرضه” الى ذلك ، رحبّت النائب جعجع بالحضور وقالت: اهلي في بشري والجبّة ، ايها الحضور الكريم ، أهلا بكم في بشري ، أهلا بكم في جبّة بشري ، أهلا بكم في ظلال أرز الرب وأفياء وادي القديسين ، أهلا بكم في نموذج الجمهورية القوية ولبنان جبران خليل جبران . اليوم هو من الأيام المجيدة والمباركة لبشري وأهلها، الذين يشهدون تحقيق حلم انتظروه مع أبناء الجبّة منذ أربعة وأربعين عاما. واليوم أيضًا هو من الأيام المجيدةْ والسعيدة لي شخصيا ليس كنائب عن المنطقة فحسبْ بل كإبنة بشري ، لانّ هذا المشروع – الحلمْ منحني الرضى الذاتي ووجدت فيه معنى عميقاً لحياتي في خدمة الناسْ كما عزّز قناعتي وإيماني بالانسانْ ،لانّ أسمى ما في الدنيا هو المرء وصحته ، والأجمل من ذلك هو تضامن الإنسان ْ مع أخيه أثناء المحنْ والشدائدْ.” أضافت ” اليوم يمكننا أن نؤكد بكل فخر واعتزاز، أنه بات لنا مستشفى يليق بأهلنا في منطقة بشري، وأنّ الموت على الطريق لمريض أو مصاب من أبناء بشري والجبة لنْ يحصل بعد اليوم بحجة بُعد المسافة للوصول الى أقرب مستشفى، لدينا مستشفى في بشري ولجبّة بشري ولكلّ من يقصد بشري…” تابعت “عندما بلغت جائحة كورونا أوجها في مدينة بشري العام 2020 ، اتخذنا قراراً في مؤسسة جبل الارز بضرورة استكمال المرحلة الاخيرة والنهائية من عملية تأهيل المستشفى ، كان التحدي كبيراً جداً ، لكننا تصدّينا له بإيمان وأمل وإرادة لا تلينْ، وأخذنا على عاتقنا القرار الحاسم بدعم الأهل في بشري في أعزّ ما يملكون، أي في صحتهمْ وكرامتهم ، وللمفارقةْ، في أسوأ أزمة بل كارثة مالية ونقدية وإقتصادية وإجتماعية ْ يمرّ فيها لبنان. وعلى الفور، بدأنا جمع التبرعات، (وكان الدولار في حينه يساوي ألفي ليرة لبنانية ليرتفع تدريجا حتى وصل إلى أكثر من مئة ألف ليرة لبنانية). وما زاد الطين بلّة، هو اندلاع الحرب الاوكرانية – الروسيةْ، فارتفعتْ أسعار المحروقات ، ولاسيما وأنّ بشري منطقة بعيدة من العاصمة، وعلى رغم ذلك، لم تضعفْ عزيمتنا، بل كان لدينا الايمان والثقة، بأن من يعمل لهدف سام لصالح الخير العامْ ، سيكون الربّ وليّ توفيقه وسيسهّل له الدرب، ويفتح له أبواب التفاؤل. إن هذا المشروع المرتبط جذريا بصحة المواطن، هو جزء أساسي من الاستراتيجية التي أطلقناها العام 2005 ، والتي ترتكز على الانسانْ بحد ذاته، على المستوى الصحي والتربوي والثقافي والزراعي والإنمائي ، من أجل بقاء أهلنا متجذّرين في أرضهم، وما زلنا مستمرين في هذا الرهان على رغم المصاعب كلّها.. ” وقالت” غبطة أبينا وراعينا بطريرك الشركة والمحبة، هذه الارض أرضنا ولن نتركها أو نتخلّى عنها، بل سنحافظ عليها بأغلى ما لدينا كما حافظ عليها أباؤنا وأجدادنا وأبطالنا وشهداؤنا وبطاركتنا وقديسونا، وسنبقى فيها ببركتكم يا سيّد بكركي والديمان. وهل من فرحة واعتزاز أكبر من تحقيق هذا الإنجاز الكبير في ظروف قاسية وبالغة الصعوبة ؟ هذا المعلمْ، بل هذا الصرح الشامخْ، سيعود في نهاية المطاف إلى الكنيسة المارونية من خلالْ وقف كنيسة السيدة. ولذلك كانت رغبتنا وقرارنا بأن يكون افتتاح المستشفى برعايتكم سيّدنا، فهو يحمل بعداً مزدوجاً انسانياً واستراتيجياً، عنوانه صمود أهلنا وتجذرّهم في أرضهمْ خصوصًا في هذه الايامْ الصعبة .” واستطردت “وفي هذه المناسبة ، أود أن أتذكّر رجلا رحل عنا، وهو الذي باشر بناء هذا المشروع منذ أربعة وأربعين عاما، وأريد أن أقول له ” نمّ قرير العين، لقد تحقق حلمك، وإعترافا بعطائك وتكريما لذكراك أطلقنا إسمك على هذا المستشفى الذي أصبح اليوم رسميا: مستشفى انطوان الخوري ملكه طوق بشري-الحكومي”. وفي هذه المناسبة أيضا لا بدّ من توجيه الشكرْ إلى كلّ من ساهم معنا في لبنان ومن خارج لبنان وديار الاغتراب، لإستكمال هذا المشروع وتأمين أسباب نجاحه، والذي بلغت كلفته ، رغم التوفير ، 3.500.000 دولار اميركي، ما عدا تجهيزه بالمعدات المطلوبة، فلولا مساهمة الخيّرين وأصحاب الأيادي البيضاء ، لما كان تحققّ هذا الحلم .” وشكرت جعجع دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي دعم إنطلاقة المرحلة الأولى من المشروع في العام 2011، وإستكملت ْمؤسسة جبل الارز المرحلة الثانية والنهائية. كما حيّت النائب السابق النقيب جوزف اسحاق، على التعاون والتنسيق بيننا لإنجاح هذا المشروع . كما أتوجه بالشكر إلى مجلس ادارة المستشفى على تجاوبه مع تمنياتي بتسمية قسم الطوارىء باسم والديّ الحكيم “فريد وماري ملحم جعجع ” تخليدا لذكراهما.وأخيراً ، أريد أن اشكر سندي ورفيق دربي وزوجي الذي كان الداعم الأساسي بايمانه الراسخ بسعينا وعملنا، وبدعمه الدائم لهذا المشروع-الحلم .والشكر كلّ الشكر لأهلي في بشري والجبّة، الذين منحونا ثقتهمْ الغالية والثابتة التي تشكّل دافعاُ مهماً كي نواصل خدمة المنطقة بما تستحقْ، لتبقى نموذجا للجمهورية القوية من حيث بناء المؤسسات والشفافية وتطبيق القانون ومثالا يحتذى به بالإنماء والتجذر. عشتم ، عاش “مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق بشري الحكومي” بإدارته وأطبائه وجميع موظفيه والعاملين فيه، عاشت كنيستنا برعاية راعينا الكلي الطوبى ، عاشت بشري والجبة ، عاش الرهان على مسيرة خلاص لبنان بقيادة حكيم الجمهورية ، عاش لبنان .” وبعد عرض فيلم عن الانجازات التي تحققت تحدث صاحب الغبطة مثنياً على الجهود التي قامت بها النائب جعجع وقال: “يقول المثل حسب نواياكم ترزقون. بداية اريد ان أترحم على عزيز غاب عنا هو المرحوم أنطوان طوق، معرفتي به تعود إلى العام 1986 عندما كنت نائبا بطريركيا وأتردّد الى بشري فكان يحمل في قلبه إنجاز مشروعين هما كنيسة السيدة والمستشفى وكنت اقول له ان المهمة صعبة.. الكنيسة يمكن تأمين بنائها أما المستشفى فمصيره مجهول وصعب الإنجاز وكان يجيب دائما ما يريده الله وما تريده السيدة العذراء سيحصل وبحسب نواياكم ترزقون ولم يكن يدرك ان هناك مؤسسة جبل الأرز برئاسة ستريدا جعجع ستكمل العمل لكن الرب كان يدعوه دائما الى عدم الخوف وإكمال عمله لذلك هو اليوم فرحٌ في عليائه ، يستشفع لنا وللمستشفى كي يكبر وينمو ونحن نطلب له رحمة الله ” وتابع ” الكنيسة والمستشفى يخدمان الله والإنسان واليوم مؤسسة جبل الأرز برئاسة النائب ستريدا جعجع استكملت المشروع الى جانب النشاطات الجبّارة التي تقوم بها بجرأة وشجاعة لان في قلبهم ايمان وثقة بالنفس وإلى جانبهم سند قوي هو د. سمير جعجع الذي لم يقل يوما كلمة لا ” وأردف متوجها الى النائب جعجع” انطلقت أولا مزودة بالثقة الممنوحة لك منه ومن كل الناس، وبشفافية عملكم في مؤسسة جبل الأرز وبما للقوات اللبنانية من ثقة عند الناس. كما أحيي جميع الخيّرين الذين ساهموا معكم من لبنان ومن خارجه بكل ثقة على خلفية شفافية عملكم . معكم أقول لهم شكراً فرداً فرداً لان عملهم معروف عند الله الذي يعرف كيف يكافئ كل إنسان وفق أعماله. نحن نعطي القليل أما الرب فيعطي الكثير، فدعائي لهم ان يكافئهم الله ويستمروا في عطائهم لأن المستشفى بحاجة إلى الكثير لتتمكّن من الاستمرار في أداء رسالتها.” وبعد أن وجّه التهنئة لكل أبناء المنطقة على هذا المستشفى لأنهم باتوا بغنى عن تكبد متاعب نقل مرضاهم الى مراكز استشفاء بعيدة في هذا الزمن الصعب الذي نعيشه ، رأى البطريرك أنهم ” باتوا بحاجة إلى استقرار نفسي واجتماعي وأمني باعتبار أنهم فقدوا الثقة وأصبحوا يخافون على مصيرهم. لكن هذا المستشفى أعاد الأمل لأنه سيشكّل عامل استقرار وعدم خوف على مصير المرضى وموتهم على الطرقات وسيتمكنون من التجذر في هذه الأرض ، خصوصًا أن المنطقة باتت تؤمن فرص عمل بوجود المدارس والمستشفى.” وأكد أن المهم بالنسبة لنا “ألا تفرغ قرانا من سكانها فشكراً لكم جميعا ، شكراً لكل من يسهاهم في إبقاء أهلنا في قراهم ، فجمال المنطقة لا يكمن في جبالها وصخورها وطبيعتها بل بشعبها الذي يجمّل لبنان أيضا ويعطينا القوة للصمود في هذا الوطن الذي نحبّ ونحافظ على قيمه. وانا اعتبر أننا نفقد القيم حين نهجر جبالنا وهذه الأرض هي من تعلّمنا محبة الوطن. تحيّة للنائب ستريدا ومؤسسة جبل الأرز على إتمام هذا المشروع الذي نحن بأمس الحاجة اليه ليستمر أهلنا في قراهم ، يعيشون بكرامة ويحافظون على قيمهم وتاريخهم ، مطمئنين على حياتهم في الوطن الذي أحبه جبران. كما أهنئ بشري العزيزة وكل المنطقة والأطباء والممرضات والمرضى والجسم الطبي وكل الموظفين الذين يقومون بعملهم الإنساني ، كذلك اهنئ وزير الصحة لانه بات في المنطقة مستشفى خير ومحبة “بريح البال” . وتخلّل اللقاء توزيع مجسمّات تكريماً للمساهمين لينتقل بعدها الجميع لشرب نخب المناسبة.