نجمة السماء الحمراء: مُتحوّر كوروني جديد..
مع بدء التعافي التدريجي من الأضرار النفسية والإقتصادية لجائحة كوفيد 19 التي لم تنته بعد، ظهر متحور جديد اسمه «أركتوروس- Arcturus «، الذي أعاد بثّ الخوف في نفوس الناس، في ظلّ الحديث عن انطوائه على مخاطر جديدة، وإحتمال العودة إلى إجراءات وقائية منها ارتداء الكمامة.
في السياق، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ المتحور «أركتوروس» الجديد ، يعرف أيضا باسم XBB.1.16، هو أحد السلالات الفرعية لمتحور «أوميكرون»، اكتشف لأول مرة في كانون الثاني الماضي، وهو واحد من أكثر من 600 متحوّر تمّ إنتاجها من أوميكرون حتى الآن في 22 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ولكن يبدو بأنه ليس أكثر فتكا من الآخرين، وفق ما صرّحت به الدكتورة ماريا فان كيركوف، الرئيسة الفنية للكوفيد في المنظمة.
يصيب غشاء العين
ما هي خصائص هذا المتحوّر، وبماذا يختلف عن متحوّرات «أوميكرون» السابقة؟ توضح المتخصّصة في الأمراض الجرثومية ندى شمس الدين لـ «الديار» أنّ فيروس «أركتوروس»، هو كوفيد 19 أي متحوّر «أوميكرون»، لكن ظهرت تغيّرات عليه، وكما كان هناك ضمن «أوميكرون» ألفا، دلتا، غاما وبيتا، الآن هناك «أركتوروس» ويتميّز عما قبله أّنّه يتسبّب إلى جانب الحرارة، السعال ووجع الحلق أو الحنجرة، بإصابات في العيون، وتحديدا في غشاء العين (conjunctivitis)، أي التهابها والشعور بالحكّة فيها وتصبح حمراء، وهذا ما جعل العلماء يسمّونه «أركتوروس» أي نجمة السماء الحمراء.
وتتابع شمس الدين ِبأنّ هذا المتحوّر ظهر في الهند منذ حوالى الشهر، وبدأت المتابعات له من قبل منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت عن انتشاره في أكثر من 34 بلدا، وأنّ المصابين به يشكّلون أكثر من 34% من مجمل الإصابات العالمية به، ما يعني أنّه خلال شهر انتشر كثيرا، ويعتبر إنتشاره أسرع من أيّ انتشار سابق للمتحوّرات السابقة. وتجدر الإشارة هنا، إلى أنّ لا معلومات رسمية تتحدّث عن وصول هذا المتحوّر إلى لبنان.
العامل المطمئن حول هذا الفيروس، وفق شمس الدين، أنّ المعلومات العلمية أو الدااتا لم تثبت أنّه أخطر من غيره، لكنّه ينتشر أكثر من غيره، كما أنّه لم يؤثر أو يساهم في ازدياد نسبة دخول المستشفى وغيرها من المضاعفات التي سبّبتها المتحوّرات الأخرى.
هل من لقاح خاص؟
وعن الحماية من فيروس «أركتوروس» من خلال اللقاح، اشارت شمس الدين إلى أنّنا لا نزال ضمن المعلومات السابقة التي أثبتت أنّه إذا تناولنا جرعتين من اللقاح على الأقل، وأصبنا بفيروس كورونا مرّة أو مرّتين، فهذا الأمر يعطينا مناعة أقوى من التي سبقتها، كما أنّه يمكن أن نصاب بمتحوّر «أوميكرون» أكثر من مرّة، لافتة إلى توافر لقاح جديد اسمه «بيفالون»، وهو معدّل عن اللقاح الأساسي، مع تشديدها على أنّ لا معلومات مثبتة أنّ متحوّر «أركتوروس» لا يدخل ضمن الحماية التي يؤمّنها هذا اللقاح الأخير.
خلاصة القول… رغم أنّه أقلّ خطورة من المتحوّرات السابقة، لا يزال «أوميكرون» على قيد التحوّر، وجديده «أركتوروس» الذي انتقل إلى الأعلى هذه المرّة، فكانت إصابة العين العارض الجديد اللافت، علما أنّه لا يزال قيد الدراسات لبناء معرفة أوسع عنه، وصحيح أنّه لا داعي للذعر، كما تشيع بعض الوسائل الإعلامية في عناوينها البرّاقة المضلّلة، لكن انتشاره الأوسع يدخله في دائرة الخطر من بابه الواسع، فاقتضى الحذر!