المطران الياس عودة: زعماؤنا يدحرجون الحجارة ويختلقون العوائق
المطران الياس عودة
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور”.
وقال: “القديس إغناطيوس بريانتشانينوف يقول إن كلمات النسوة القديسات: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟» لها معناها السري الخاص. إنها كلمات مقدسة لدرجة أن محبتنا للقريب، ورغبتنا بمنفعته الروحية لا تسمحان بأن نبقى صامتين أمامها. فالقبر هو قلبنا، الذي كان هيكلا حينا، لكنه أصبح قبرا. يدخل إليه المسيح عبر سر المعمودية كي يسكن ويعمل فينا. فيكرس القلب هيكلا لله. لكننا بسلوكنا نسلب المسيح قدرته على العمل فينا، ونجدد في ذواتنا الإنسان العتيق الذي ينجذب دائما لإرادتنا الساقطة ولفكرنا المسمم بالباطل. عندها يبقى المسيح الحاضر فينا بالمعمودية ساكنا قلبنا، إنما كمجروح بسبب خطايانا، فيمسي هيكل الله قبرا ضيقا ومظلما، مسدودا بحجر عظيم، يحرسه أعداء المسيح الذين يحرصون على المحافظة على الفتور الروحي بغية إحباط القيامة ومنعها وجعلها مستحيلة”.
وسأل: “ألا يفعل زعماء هذا البلد ومن يتولون زمام الأمور الشيء نفسه؟ ألا يدحرجون الحجارة ويختلقون العوائق لكي يمنعوا قيامة البلد من الهوة العظيمة التي دفنوه فيها؟ منذ أشهر يقبع بلدنا في فراغ مميت، ولم يبد أحد استعدادا للدفع نحو أي تقدم، أو تقديم أي تنازل. محبة الوطن ماتت في قلوب من أوكلوا مسؤولية إحياء وطن وشعب بكامله، فطمسوا الحقائق، وعطلوا عمل المؤسسات، وتجاهلوا الإستحقاقات، وشوهوا الديموقراطية، ولم يحمل أي منهم خبرا واحدا سارا يكون كالطيب المسكوب لإزالة شيء من رائحة عفن الفساد المستشري. فاللبنانيون ممنوعون من معرفة حقيقة تفجير مرفأ بيروت وما خلفه من ضحايا ومآس، وهم ممنوعون من معرفة حقيقة وضع الدولة المالي، وحقيقة الإنهيار الإقتصادي وعدم البدء بالإصلاح، وممنوعون من معرفة مصير ودائعهم ومدخراتهم”.
وقال: “غياب الصدق والشفافية في تعامل الدولة مع مواطنيها، وغموض الصفقات والعقود، وعدم تحديد المسؤولين عن الكارثة المالية، والممارسات الخاطئة التي أدت إلى الإنهيار الإقتصادي، وتجاهل من أساء إلى البلد وجمع الثروات على حساب الشعب، والتباطؤ في معالجة الأمور وفي الإصلاح والإنقاذ، وعدم التوصل إلى انتخاب رئيس للبلاد، كلها أمور تزيد من دفن آمال الشعب، وإحكام إغلاق الحجر على حياتهم ومستقبل أولادهم. أما الحل فيكون بسماع صوت الضمير وعدم إغلاق القلب والعقل عن استيعاب الأخطاء والإعتراف بها والإعتذار عنها، وسلوك طريق جديد يؤدي إلى القيامة”.
وختم: “لذلك دعوتنا اليوم أن نحمل في قلوبنا الرجاء مع الجرأة والمحبة والصدق، وأن نعمل بهديها، وسنجد أن المعجزات ستتحقق، مثلما تمت قيامة الرب البهية، آمين”.