بوريل: لتجنب جر لبنان إلى نزاع إقليمي
شدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على ضرورة تجنّب “جرّ” لبنان الى نزاع إقليمي، على وقع التصعيد عند الحدود مع إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية بعد اجتماعه مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، انه “من الضروري للغاية تجنّب جر لبنان إلى نزاع إقليمي”، مخاطباً في الوقت ذاته الإسرائيليين بالقول “لن يخرج أحد منتصرا من نزاع إقليمي”.
وأوضح بوريل أنه ناقش مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الوضع في جنوب لبنان وتأثير الحرب في غزة والوضع في سوريا.
وأضاف: “لقد اتفقنا على العمل معا من خلال الدبلوماسية من أجل خفض التصعيد وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل، وهو ما يصب في مصلحة الجميع”.
وأكد أنه “من الضروري تجنب التصعيد في الشرق الأوسط وعدم جر لبنان إلى الحرب”، معتبراً أن “السلام وحده يؤمن الأمن في الشرق الأوسط، وغزة جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية الأوسع”.
وشدد بوريل على أن “لا احد سيحقق انتصاراً من أي تصعيد اقليمي”، مشيراً الى أنه موجود في لبنان “للمساهمة في ايجاد حل للخروج من الازمة”. كما أكّد أنه “لن يدخر جهدًا لجعل حل الدولتين واقعًا”، لافتاً الى أنه سيزور السعودية غدًا لمناقشة الخطوات نحو السلام في المنطقة.
بوحبيب
من جهته قال الوزير بوحبيب: “مرحبا بكم في بيروت. إن زيارتك لبنان تحمل رسالة مهمة. إن أمن ورخاء لبنان وأوروبا مترابطان: إذا عطس أحدهما أصيب الآخر بالزكام. لقد أكدت بقوة أن السلام في لبنان أمر ضروري وأن جميع اللبنانيين متمسكون بالسلام. وتسعى الحكومة اللبنانية جاهدة إلى وقف التصعيد، ويمارس اللبنانيون ضبط النفس”.
اضاف: “دارت مناقشتنا حول القضايا المشتركة:
– الأول هو تجنب حرب ستكون لها عواقب وخيمة إقليميا ودوليا.
– والثاني هو التأكيد على أن الحل السياسي وحده هو الذي سيضع حداً للصراع الفلسطيني على أساس قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وبتعبير أدق، ناقشنا السبل الكفيلة بضمان التنفيذ الشامل والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. كما كررت التزام لبنان بوجود قوة اليونيفيل وسلامتها. وقد أبرزت للسيد بوريل التصور السلبي للتصريحات التي أدلى بها بعض أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وعواقبها الوخيمة. وقد أكدت من جديد أن الحل السياسي وحده هو الذي سيضع حداً لدوامة العنف المستمرة منذ عقود. ولتحقيق هذه الغاية، أكدت على أهمية التزام الاتحاد الأوروبي القوي تجاه الحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وتابع بوحبيب: “كما سلطت الضوء على أهمية إعادة تفعيل وتعزيز الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي وأولويات الشراكة التي ستضمن عودة لبنان. ونحن نؤمن بأهمية تعزيز علاقاتنا الثنائية مع الاتحاد الأوروبي. كما شددت على ضرورة وضع الحقائق الجديدة على الأرض في لبنان وسوريا في سياقها. ومن الأهمية بمكان إيجاد حلول مستدامة وتشجيع تضافر المساعدات الإنسانية بطريقة تضمن العودة الآمنة والسريعة للنازحين السوريين إلى وطنهم. لقد تجاوز الضغط الذي يتحمله لبنان من أزمة النزوح كل الحدود التي يمكن تصورها. وبالنظر إلى قدرة لبنان، والآثار المتراكمة للعديد من الأزمات، وموارده الشحيحة، فإن أزمة النزوح، إذا لم يتم حلها، ستمس جوهر لبنان”.