لقاء تضامني في بخعون ـ الضنّية وكلمات شدّدت على دعم القطاع
تحت شعار “فلسطين قضيتنا .. فلسطين تجمعنا”، أقيم لقاء تضامني مع فلسطين وشعبها إنتصاراً لعملية طوفان الأقصى ودعماً لقطاع غزة والضفة الغربية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، في قاعة مسجد بخعون الكبير (العين) في بلدة بخعون ـ الضنية، حضره النائبان جهاد الصمد وطه ناجي، منسق تيار المستقبل في الضنية هيثم الصمد ممثلاً الرئيس سعد الحريري، محمد جواد فتفت ممثلاً النائب السابق أحمد فتفت، براء هرموش ممثلاً النائب السابق النائب أسعد هرموش، علاء دياب ممثلاً النائب السابق سامي فتفت، عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عزام الأيوبي، مسؤول الجماعة الإسلامية في الضنية حمزة عبيد، عضو المجلس الشّرعي الإسلامي الأعلى السّابق الشيخ أمير رعد، كاهن رعية حقل العزيمة الأب نقولا داود، نائب رئيس إتحاد بلديات الضنية ناصر الشامي، رئيس رابطة مخاتير الضنية ضاهر بو ضاهر، الأمين العام للمنتدى الثقافي في الضنية أحمد يوسف، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من المواطنين.
بعد النشيد الوطني اللبناني وآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ إبراهيم حمدان، ألقى عريف الحفل زياد جمال كلمة رحب فيها بالحاضرين. بعده ألقى عضو المجلس الشّرعي الإسلامي الأعلى السّابق الشيخ أمير رعد كلمة أكد فيها أنّ “أهل غزّة وفلسطين ليسوا وحدهم في هذه المعركة، وأنه نستطيع أن نساعدهم بالدعم المالي، وأن ندعمهم بوحدتنا الوطنية والطائفية والمذهبية والشعبية وتآلفنا لنقف صفاً واحداً بمواجهة العدو”.
واعتبر كاهن رعية حقل العزيمة الأب نقولا داود ان غزة هذه تعيش آنئذ مأساة إنسانية لا مثيل لها. وان ما يحدث في فلسطين هو نتيجة إمتهان كرامة الإنسان، ونتيجة الإستهتار بالشرعية الدولية بكل قراراتها، ونتيجة سياسة التمييز العنصري والإمعان في فرض منطق الأحتلال”.
وبعدما القى رئيس رابطة مخاتير الضنية ضاهر بو ضاهر كلمة، والقى الامين العام للمنتدى الثقافي في الضنية احمد يوسف كلمة بالمناسبة، تحدث عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عزام الأيوبي الذي وجه 4 رسائل، الاولى إلى المجتمع الدولي بأن من حق كل شعب محتلة أرضه أن يقاتل من أجل تحريرها. والثانية الى الحكام العرب دعاهم فيها إلى مراجعة النفس والضمير، والضغط على من له مصالح معكم لتكونوا سنداً لأهل فلسطين، والثالثة الى شركائنا في لبنان بأن نكون شركاء في رفع الظلم والقتل عن إخوتنا، ونحن الذين نعلم بأن هذا الكيان المحتل بطبعه المعتدي لن يتركنا وسيأتي إلينا بعد فلسطين، والرباعة إلى أهلنا في فلسطين بان تحرير فلسطين وهو تحرير قادم بإذن الله لأن ذلك وعد الله والله لا يخلف وعده”.
ثم ألقى النائب طه ناجي كلمة قال فيها اعتبر فيها ان فلسطين هي “أرض الإسراء والمعراج، وان حقنا فيك وفي أرضك حق لا نقاش فيه ولا جدال، وان كل شبر من أرض فلسطين العربية عربي، تبذل دونه الروح وتحلو فيه الشهادة، وان الحياة عزيمة نعيشها مخلصين لقضيتنا الكبيرة معشوقة القلوب فلسطين، إرث الأجداد للأحفاد”.
الكلمة الأخيرة كانت للنائب جهاد الصمد الذي قال: “نجتمع اليوم إنتصاراً لعملية “طوفان الأقصى” ودعماً لأهلنا المقاومين والصابرين في قطاع غزّة والضفّة الغربية في مواجهة العدوان الغاشم ضدهم، الذي يرتكب منذ 16 يوماً مجازر وحروب إبادة ضد المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وكبار في السّن، مدمراً فوق رؤوسهم المنازل، ومرتكباً بحقهم جرائم حرب فاقت ما ارتكبته النازية وكلّ الدول العنصرية في العالم.
نجتمع اليوم، وهذا أضعف الإيمان، تعاطفاً ونصرة لأهلنا في غزّة والضّفة. نجتمع لأنّ قضية فلسطين كانت وما تزال قضية العرب مسلمين ومسيحيين، هي المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، هي كنيسة المهد وكنيسة القيامة، برغم محاولات كثيرين إضعاف القضية تمهيداً لإلغائها ونسيانها وإنهائها. نجتمع اليوم لأنّ قضية فلسطين هي قضية شعب له كلّ الحق في البقاء والعيش بكرامة، وفي الصمود والمقاومة لكي يدحر المحتلين الصهاينة عن أرضه. نجتمع اليوم لأنّ فلسطين قضيتنا جميعاً، ولأنّ فلسطين هي الوحيدة القادرة على جمعنا وتضامننا، وهي التي تخوض عنّا جميعاً، منذ أكثر 75 عاماً، حروب الدّفاع عن وجودنا وشرفنا وكرامتنا”.
وتابع: “منذ إندحار المحتلين الصهاينة عن قطاع غزة عام 2005، خاض المقاومون وأهالي غزة ستة حروب ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي، بما فيها الحرب الدائرة اليوم في إثر عملية “طوفان الأقصى”. وخلال هذه الحروب التي امتدت على مدى 18 عاماً، سقط أكثر من 8 آلاف شهيد من غزة وما يزيد على 30 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل الذي ألحقه العدوان المتكرر على القطاع الصامد. وبرغم ذلك فإنّ غزة لم تستسلم ولم ترفع الراية البيضاء، برغم وقوف أغلب العرب والمسلمين متفرجين على ما يجري فيها من حروب قتل وتهجير وإجرام وإبادة. وهنا يحضرني تلك اليافطة التي رفعتها إمرأة من أهل غزّة كتبت عليها: “إنّ فلسطين لا تنزف. فلسطين تتبرع بالدم لأمة أصبحت بلا دم”.
وقال: “إنّ غزّة التي تحوّلت إلى معسكر إعتقال بفعل الحصار المضروب عليها، تمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن نفسها وفي مقاومة المحتلين الصهاينة لأرض فلسطين. في حين أن إسرائيل التي ترتكب مجازر بحق المدنيين، وآخرهم الأطفال والنساء الذين استشهدوا في المستشفى المعمداني في قطاع غزة الذي قصفته إسرائيل، تدعي زوراً وبهتاناً وتبرّر ما تقوم به بأنهّ دفاع عن النفس، وهو كلام باطل لا أساس له، لأنّ الدفاع عن النفس يكون بين دولتين وقعت بينهما حرب، بينما إسرائيل دولة محتلة، وأهل غزة يقاومون المحتلين. ثم متى احترمت إسرائيل القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان.
إنّ هذا الكيان الغاصب منذ نشأته قام على عدم احترام أيّ قانون، بما فيه القانون الدولي، بدعم من الولايات المتحدة ودول الغرب التي تعتبر إسرائيل قاعدة متقدمة لها لاستعمار المنطقة وبسط نفوذها عليها، ضاربين بعرض الحائط كلّ ما يدّعونه حول حقوق الشّعوب، وتحديداً حقه الطبيعي في تقرير مصيره، والعيش على أرضه بحرية وكرامة”.
وأضاف: “إنّ الكلام عن حلّ الدولتين هو مضيعة للوقت، ليس لأنّه حلّ لا أمل له في الحياة، بل لأنّ إسرائيل ترفضه من الأساس، وتعمل على تقويضه بلا كلل أو ملل. فمنذ مطلع هذا العام أنشأت إسرائيل 144 مستوطنة في الضفة الغربية و12 مستوطنة في القدس الشرقية، ما رفع عدد المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية القدس الشرقية إلى أكثر من 670 ألف مستوطن، وقطّعت إسرائيل الضفة الغربية إلى أوصال غير مترابطة، ما جعل فكرة حل الدولتين تموت قبل أن تولد.
إنّ الحل الوحيد هو قيام دولة واحدة هي دولة فلسطين وعاصمتها القدس، يعيش فيها العرب، مسلمين ومسيحيين، واليهود في دولة فلسطين العربية، كما كانوا يعيشون معاً قبل نشوء دولة الكيان الصهيوني ونقطة على السطر. دولة على العرب أن يتعلموا فيها الديمقراطية، وعلى اليهود التخلي عن فكرة الصهيونية”.
وتابع: “إنّ عملية “طوفان الأقصى” أثبتت أنّ الشّعب الفلسطيني هو شعب الجبارين الذي لا يرفع الراية البيضاء ولا يستسلم. وأكدت العملية أنّ الشعب الفلسطيني قادر بإذن الله على رفع راية النصر والتحرير خفّاقة على كلّ جزء من أرض فلسطين العزيزة، من النهر إلى البحر، بعدما مرّغ أنوف الصهاينة في التراب، وأثبت أنّ الكيان الغاصب أوهى من بيت العنكبوت، وجعلت المقاومين في غزة ينطبق عليهم قول الله تعالى في القرآن الكريم: “{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فانقلبوا بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتَّبعوا رضوان اللّه واللّهُ ذو فضلٍ عظيمٍ }، سورة آل عمران الآيتين 173 و174”.
وقال: “في ظل هذا الصمود البطولي للمقاومين في غزة، يأتي قيام دول عربية بالتطبيع مع الكيان الغاصب، تمهيداً للإعتراف به وإنهاء القضية الفلسطينية، لكنّ التعاطف الكبير والواسع في أرجاء الدول العربية والاسلامية والعالم مع قطاع غزّة، أكّد بما لا يقبل الشّك أن القضية الفلسطينية ما تزال حيّة في وجدان الشعوب، وأنّ سلام الدول والحكومات منفصلٌ تماماً عن السّلام بين الشعوب، التي أكدت من خلال ما قامت من تحركات داعمة لغزة أنّ لا سلام بلا عدالة، ولا عدالة بلا تحرير الأرض والمقدسات، ولا سلام بلا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولا سلام إذا فُرض معه التخلّي عن الشّرف والكرامة”.
وأضاف: “في هذه المناسبة نتوجه بالشكر إلى المقاومين في غزة والضفة الغربية وكلّ فلسطين، الذين هم شرف هذه الأمّة. إلى المقاومين في كلّ الساحات. في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي الأردن وفي اليمن، وفي كلّ الدول العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار وشرفاء العالم.
ونتذكر هنا مقولة الزعيم المصري الكبير الراحل جمال عبد الناصر الذي قال: “علموا أولادكم أن فلسطين محتلة. وأن المسجد الأقصى أسير. وأن العدو الصهيوني عدو. وأن المقاومة شرف وأنه لا توجد دولة إسمها إسرائيل”. وعلموهم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”.
وتابع: “إن فلسطين لن تحرّرها المفاوضات مع إسرائيل. إن فلسطين لن تحرّرها جامعة الدول العربية. إن فلسطين لن يحرّرها مجلس الأمن الدولي المتآمر. إن فلسطين لن يحرّرها الإتحاد الاوروبي ولا المجتمع الدولي. إن فلسطين لن تحرّرها إلا المقاومة والمواجهة والممانعة والجهاد والدماء وروح التضحية وعشق الشهادة والرصاص والصواريخ والعمليات الإستشهادية”.
وختم: “أختم هنا بكلمة قالها لي أحد الأصدقاء: “لقد تبيّن لنا بعد هذا العمر أنّ إسرائيل قد احتلت الوطن العربي كله، وهي الآن تحاول إحتلال فلسطين”.