جدل جديد بالدولة الأقل خصوبة في العالم.
يزداد الجدل في كوريا الجنوبية، التي تعتبر الدولة صاحبة أدنى معدل خصوبة في العالم، بشأن “المناطق المحظورة للأطفال”، إذ يرفضها الكثير من الأشخاص وخاصة من الأهالي، بينما يؤيدها آخرون، وتبرز تناقضات بشأن جدواها ونتائجها المعاكسة لمسعى الدولة باتجاه رفع معدل الخصوبة
وبالنسبة لدولة أنفقت أموالا ضخمة في محاولة لتشجيع النساء على إنجاب المزيد من الأطفال، قد تبدو فكرة منع الأطفال من الذهاب إلى أماكن مثل المقاهي والمطاعم مغايرة وذات نتائج عكسية بعض الشيء، وفقا لتقرير مطول نشرته شبكة “سي أن أن”، السبت.
وفي كوريا الجنوبية، تكتسب “المناطق المحظورة للأطفال” شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة. وتم إنشاء المئات منها في جميع أنحاء البلاد، بهدف “ضمان بيئات خالية من الاضطرابات للكبار
وهناك ما يقرب من 80 منطقة من هذا القبيل في جزيرة العطلات “جيجو” وحدها، وفقا لمركز أبحاث محلي، وأكثر من 400 في بقية البلاد، وفقا لمجموعات نشطاء.
ومع ذلك، بدأت الشكوك تبرز بشأن جدوى منع الأطفال من العديد من الأماكن، وسط مخاوف بشأن المشكلات الديموغرافية المتزايدة في البلاد.
ونظرا لأن الشباب الكوري الجنوبي يواجه بالفعل مشكلات متنوعة، مثل تكاليف السكن المرتفعة وأوقات العمل الطويلة والضغوط الاقتصادية المتزايدة، يقول منتقدو هذه المناطق إن “آخر شيء تحتاجه البلاد هو شيء آخر لجعلهم يفكرون مرتين قبل البدء بتكوين أسرة”، وفقا لسي أن أن.
وأشاروا إلى أن الحكومة يجب أن تعرف ذلك، خاصة أنها أنفقت أكثر من 200 مليار دولار على مدار الـ 16 عاما الماضية في محاولة لتشجيع المزيد من الناس على إنجاب الأطفال. ويقترح النقاد أنه بدلا من إنفاق المزيد من الأموال، فهناك حاجة إلى العمل على تغيير مواقف المجتمع تجاه الصغار.
هذا وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الكوريين الجنوبيين يدعمون المناطق المحظورة للأطفال، ولن يكون تغيير هذه العقليات أمرا سهلا، وفقا لسي أن أن.
وتقول بوني تيلاند، محاضرة جامعية متخصصة في الثقافة الكورية الجنوبية: “العائلات التي لديها أطفال تشعر بالاستياء إذا ذهبوا لأماكن وأخبروهم أن أطفالهم غير مسموح لهم بالدخول”. ويرى آخرون أن إنشاء مناطق حظر الأطفال يعتبر عملا غير مبرر، وفيه تمييز على أساس السن، ويتعارض مع الدستور الكوري، وينتهك الحق في المساواة.
ويُعتقد على نطاق واسع أن احتضان كوريا الجنوبية للمناطق الخالية من الأطفال يعود إلى حادثة وقعت عام 2012، حيث تعرض طفل لحروق بمرق ساخن، عن طريق الخطأ.
وأثارت الحادث ضجة على الإنترنت حينها، بعد أن نشرت والدة الطفل سلسلة من المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي تهاجم المطعم.