أخبار محليّة 🇱🇧

ميقاتي من القمة العربية: نتطلع إلى رعاية المملكة للبنان ووقوف العرب إلى جانبه

أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال مشاركته في القمة العربية المنعقدة في جدة، اليوم الجمعة، على دور المملكة العربية السعودية في إحتضان العرب، مؤكداً احترام لبنان لكافة القرارات الدولية المتتالية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية وميثاقها والالتزام بتنفيذ مندرجاتها، وأضاف: “كذلك، أؤكد أيضاً باسم كل لبنان إحترام مصالح الدول الشقيقة وسيادتها وأمنها الاجتماعي والسياسي، ومحاربة تصدير الممنوعات اليها وكل ما يسيئ الى الاستقرار فيها”.

كذلك، فقد أكد ميقاتي تطلع لبنان إلى رعاية المملكة له ليتكمن من النهوض مجُدداً، وقال متوجهاً إلى القادة العرب: “شُدُّوا أيها الأشقاء عَضُدَ لبنان الذي سيبقى برعايتكم ، وكما عهدتموه، جامعاً للعرب”.
وفي ما يلي كلمة الرئيس ميقاتي كاملة:
صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان أصحابَ الجلالةِ والسموِّ والفخامةِ والسيادة
معالي الأمينِ العام لجامعة الدول العربية

الشكرُ أولًا للمملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، على احتضانِها قادةَ العربِ على أرضِها المباركة، وقد جاؤوا حاملين اليها آمال شعوبهم والآمهم ، ومتطلِّعين إلى تحقيق غدٍ أفضلَ لهم في ظلِّ رئاسة المملكة للدورة الحالية للقمة.والشكر موصولٌ ايضاً إلى الجزائر الشقيقة على كل الجهود التي بذلتها خلال ترؤسها الدورة السابقة.

من الجزائر التي عملت بثبات وهدوء للم الشمل، إلى المملكة العربية السعودية حاضنة العرب كل العرب، والتي نثق بحكمة قيادتها وقدرتها على اعادة وصل ما انقطع بين أخوة يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم،
إسمحوا لي أن اسمي هذه القمة قمة “تضميد الجراح” حيث سبق انعقادها اتفاق لاعادة العلاقات الى طبيعتها بين السعودية وايران، وايضا عودة الشقيقة سوريا الى القيام بدورها كاملا في جامعة الدول العربية .

إن المشكلات والقضايا العربية نعرفها جميعا، من مأساة فلسطين، الى اليمن ومؤخرا الى الوضع المؤسف في السودان،ولكن انا اريد أن اتحدث عن وطني لبنان الذي يستمر في معاناته من ازمات متعددة أرخت بثقلها على الشعب اللبناني الذي يعيش سنوات عجاف يعاني فيها يوميا ما يعانيه من فقدان المقومات الاساسية المعنوية والمادية التي تمكنه من الصمود. وقد ازدادت هذه الحالة تعقيدا بشغور سدة رئاسة الجمهورية وتعذر انتخاب رئيس جديد. اضافة الى أن لبنان لم يتوان يوما عن فتح أبوابه أمام اخواننا النازحين السوريين ايمانا بأخوّة الشعبين وتقدّم الاعتبارات الانسانية على ما عداها.
لكن طول أمد الأزمة وتعثر معالجتها وتزايد اعداد النازحين بشكل كبير جدا، يجعل من ازمة النزوح أكبر من طاقة لبنان على التحمّل، من حيث بناه التحتية ، والتأثيرات الاجتماعية والارتدادات السياسية في الداخل ، ومن حيث الحق الطبيعي لهؤلاء النازحين بالعودة إلى مدنِهم وقراهم. هي عودةٌ لا يمكن أن تتحق اذا لم تتضافر الجهود العربية ،مع مؤازرة من المجتمع الدولي ، وبالتواصل والحوار مع الشقيقة سوريا في اطار موقف عربي جامع ومحفّز عبر مشاريع بناء وانعاش للمناطق المهدّمة لوضع خارطة طريق لعودة الاخوة السوريين الى ديارهم.

في هذا اللقاء لا بد من تأكيد احترام لبنان لكافة القرارات الدولية المتتالية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية وميثاقها والالتزام بتنفيذ مندرجاتها. وأنا اؤكد ايضا باسم كل لبنان إحترام مصالح الدول الشقيقة وسيادتها وأمنها الاجتماعي والسياسي، ومحاربة تصدير الممنوعات اليها وكل ما يسيئ الى الاستقرار فيها… هو التزام ثابت ينبع من احساس بالمسؤولية تجاه اشقائنا ومن حرصنا على أمنهم وسلامتهم وصفاء العلاقات الأخوية معهم وصدقها.
صاحب السمو
مَن استطاع نقل المملكة العربية السعودية وشبابها الى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا اليها وتحويل المملكة الى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى، في فترة قصيرة، ليس صعبا عليه أن يكون العضد لاشقائه في لبنان. من هنا فاننا نتطلع الى رعاية المملكة ولفتتها الاخوية تجاه بلدي لبنان ليتمكن من النهوض من جديد.

ختاما اكرر شكر لبنان للدول الشقيقة وخاصة اعضاء دول مجلس التعاون الخليجي على إتاحةِ فرصِ عملٍ للبنانيين على أراضيها، وضمن مؤسساتِها الخاصة والعامة. فلولا هذه الرعاية لكان وضعُ لبنان الماليُّ والاقتصاديُّ والاجتماعي أشدَّ قساوةً وإيلامًا.ولا بد من على هذا المنبر من ان نشكر الجمهورية العراقية على ما تقدمه دائما للبنان. وكم نتمنى عودة سريعة لجميع الأخوة العرب الى لبنان.

وبَعْد . قال تعالى في كتابه العزيز:”سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيْك” (صدق الله العظيم). فَشُدُّوا أيها الأشقاء عَضُدَ لبنان الذي سيبقى برعايتكم ، وكما عهدتموه، جامعا للعرب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى