العقوبات الأميركيّة تدفع أكثر نحو الرئيس التوافقي
كتبت نور نعمة في “الديار”: تدخلت مجددا الولايات المتحدة في الشأن اللبناني بشكل فاضح، بعد ان اصدرت الخزانة الاميركية عقوبات على الشقيقين رحمة، لتقول ان مرشح الثنائي الشيعي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية مرفوض من ادارتها، وهي ستقطع الطريق عليه بان يكون رئيسا للجمهورية في لبنان
هذه العقوبات، هي رسالة مباشرة لاخصامها واصدقائها، بان واشنطن تظل لاعبا اساسيا في لبنان والمنطقة، على عكس ما تم الايحاء به ان البيت الابيض غير مكترث للملف اللبناني، ويتعامل بطريقة باهتة مع ازمة الشغور الرئاسي بما ان اميركا حققت مبتغاها عبر ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي. انما في الواقع، هذه العقوبات التي ستؤثر في المنحى الرئاسي، هي كتذكير لاخصامها ولحلفائها في المنطقة، ابرزها السعودية، انها لا يمكن ان تقوم بتسويات او مفاوضات مع ايران برعاية صينية، وتتناسى نفوذ واشنطن في المنطقة.
في غضون ذلك، قد تكون السعودية لا تزال تضع «فيتو» على الوزير السابق سليمان فرنجية، رغم التمسك الفرنسي به ومحاولة تبديد العقبات من امامه للوصول الى قصر بعبدا، الا ان الصورة توضحت اكثر مع «الفيتو» الاميركي على فرنجية، واعادة خلط الاوراق في الداخل اللبناني.
ولكن هل الفريق الآخر سيستفيد من هذا التطور؟ القوى المسيحية المعارضة لوصول فرنجية الى بعبدا عاجزة عن ايصال مرشح تختاره هي.
وامام العقوبات الاميركية على حلفاء لسليمان فرنجية، وما لها من دلالة، وبين قوى مسيحية غير قادرة على الاتفاق على مرشح للرئاسة وتأمين الاصوات لفوزه في الاستحقاق الرئاسي، بقي خيار واحد واخير وهو مرشح توافقي يرضي جميع الاطراف، ويكون قادرا على ادارة الازمة، وانقاذ لبنان من انهياره بخطط اقتصادية واعدة، وتعاون بين السلطات لتحقيق ذلك