الهاجس الأمني يُخيّم على هذه البلدات.. سرقات وحماية ذاتية!
كتب يوسف الصايغ في “الأخبار”:
يخيّم الهاجس الأمني على بلدات جرد عاليه، التي شهدت سلسلة من عمليات السرقة المتنقّلة بين بلداتها (بحمدون، بدغان، مجدلبعنا، وبتاتر) حيث تعرضت شبكات الكهرباء فيها لجملة من عمليات السرقة، كما شهدت بلدة العزونية قبل أسبوع عملية سرقة باص لنقل الطلاب.
السرقات المتكرّرة دفعت بعدد من شبان وسكان بلدات جرد عاليه إلى التنسيق مع البلديات وتشكيل مجموعات للحراسة ليلاً، خصوصاً أن الوضع الاقتصادي يحدّ من قدرة البلديات على تفريغ عناصر شرطة بلدية، كما أن الإمكانات اللوجستية والبشرية لدى القوى الأمنية غير مؤمنة لتسيير الدوريات ليلاً. وقد نجح الشبان في إحباط محاولة لسرقة أحد محوّلات الكهرباء في بلدة بدغان، كما أوقفوا عصابة من أربعة أشخاص في منطقة رويسات صوفر، تم تسليمهم إلى مخفر صوفر، ووفق المعلومات كان الموقوفون يخططون لسرقة كابلات الكهرباء.
هذا الأمر أثار المخاوف من انتشار ظاهرة «الأمن الذاتي»، إلا أن رئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون ورئيس بلدية صوفر كمال شيا يشدد في حديثه إلى «الأخبار» على أن «مفهوم الأمن الذاتي غير مطروح بأي شكل من الأشكال لأنه يمكن أن يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها. نحن نعمل من أجل تعزيز مفهوم الحماية على قاعدة أن كل مواطن خفير، حيث يقوم أبناء البلدات بالتواصل مع البلدية في حال الاشتباه بتحركات مريبة والبلدية تقوم بدورها بالتواصل مع الجهات الأمنية المعنية لمعالجة أي طارئ».
من جهته، يضع رئيس بلدية بتاتر فادي غريزي في حديث إلى «الأخبار» مبادرة الشبان من البلدة إلى حراسة شبكة الكهرباء ليلاً، بعدما تعرّضت للسرقة مرتين في إطار «العمل التطوعي من قبل الشباب للسهر على أمن بلدتهم وبالتنسيق مع البلدية التي تقوم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية».
ويشدّد غريزي على أن «مسألة حماية البلدة تتم بعيداً تماماً عن مفهوم الأمن الذاتي الذي يذكّرنا بحقبة الحرب المريرة، وما يقوم به شباب البلدة يأتي ضمن إطار الحماية لعدم حصول أعمال سرقة جديدة».