العالم يودّع البابا بنديكتوس في مأتم مهيب
يودع العالم اليوم الخميس، البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر في مأتم مهيب في حاضرة الفاتيكان. ويترأس مراسم الجنازة البابا فرنسيس.
وكان قداسة البابا قد أوصى ان تكون جنازته متواضعة وفقا لما قاله رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو كسم لـ”صوت لبنان”، لافتا الى ان “البابا سيدفن تحت مذبح بازيليك القديس بطرس في مدافن البابوات”.
وأوضح أنّ “البابا كان متشددا على ذاته وعلى الذين عملوا معه، ولهذا السبب يقولون عنه بأنه غير متسامح”، معتبرًا أنّ “السنين التي خدم فيها الكنيسة خدمها بأمانة وتواضع، وهو فاجأ الجميع باستقالته التي تعود الى المشاكل الموجودة أو إلى الصحية”.
سيرة حياته
وكان البابا السابق بنديكتوس السادس عشر قد توفي في مقر إقامته في الفاتيكان عن 95 عاماً.
جاء انتخابه في شهر نيسان 2005 تكليلا لمسيرة صعود سريعة ومثيرة للجدل الى حد بعيد.
كان أنصار بنديكتوس، البابا رقم 265 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، يصورونه باعتباره رجلاً مثقفاً بذل جهودا مضنية للمحافظة على الإرث الروحي الذي أورثه إياه البابا يوحنا بولص الثاني.
ولكن بالنسبة لخصومه كان بنديكتوس الداعية الاكبر والحارس الامين لمواقف الكنيسة المتشددة ازاء مواضيع شتى كالاجهاض ومنع الحمل.
كان جوزيف راتزينغر يبلغ من العمر 78 عاما عند اعتلائه عرش القديس بطرس، ولذا تظافر العمر والمرض على تقصير فترة ولايته. ففي عام 2013، اعلن نيته التنحي، ليصبح أول بابا يتخلى عن المنصب اختياريا منذ أكثر 600 سنة.
ولد راتزينغر الويسيوس راتزينغر في اسرة كاثوليكية محافظة في الـ 16 من نيسان 1927 في ولاية بافاريا الالمانية الجنوبية. وكان والده ضابط شرطة لديه ما وصفه ابنه لاحقا بـ “جذور ريفية بسيطة”.
امتزجت فترة شبابه بالحرب العالمية الثانية إل حد بعيد، إذ أجبر على الانضمام الى تنظيمات شبيبة هتلر، وخدم في وحدة مدفعية مضادة للطائرات كانت تتولى حماية مصنع لشركة بي ام دبليو خارج ميونيخ.
وفي وقت لاحق، شارك في حفر خنادق مضادة للدروع قبل أن يفر من الخدمة العسكرية ويستسلم للحلفاء في اواخر الحرب. قال راتزينغر عن تلك الفترة “خلال ثلاثة أيام من المسير، سرنا في طريق خالية في طابور اصبح تدريجيا بلا نهاية. كان الجنود الاميركيون، الشباب منهم على وجه التحديد، يلتقطون صورا لنا ليأخذونها معهم عندما يعودون الى وطنهم تذكارا لجيش مكسور وجنوده البؤساء”.
درس راتزينغر اللاهوت في جامعة ميونيخ من عام 1946 الى عام 1951، وفي حزيران 1951، رُسِم هو وشقيقه جورج كاهنين.
وبعد اكماله شهادة الدكتوراه في اللاهوت، اصبح الأب راتزينغر استاذا جامعيا يدرس مادتي العقيدة واللاهوت الاساسي في عدد من الجامعات منها جامعات فرايسينغ وبون ومونستر.
وكان راتزينغر آنذاك من اقوى مؤيدي البرنامج الاصلاحي الليبرالي الذي كان يدير المجمع الفاتيكاني الثاني.
كان البابا بنديكتوس السادس عشر اصلاحيا في بداية حياته. ولكن صحته كانت تتدهور منذ قبل انتخابه، وجاءت مسؤوليات المنصب البابوي لتضيف الى ذلك. وكشف لاحقا بأن جهازا لتنظيم نبض القلب زرع له في عام 2005.
أصبح اول بابا يتخلى عن منصبه منذ البابا غريغوريوس الثاني عشر في عام 1215.
وفي الحادي عشر من شهر شباط 2013، أحاط البابا كرادلته علما بأنه ينوي ترك منصبه بسبب تقدمه في السن وتدهور صحته.