شخصية عصام في ” باب الحارة” سبب شهرتي
يعرف الممثل السوري ميلاد يوسف بشخصية ” عصام” التي جسدها في مسلسل ” باب الحارة” بأجزائه التسعة ، تلك الشخصية التي برع في أدائها وشكّلت علامة فارقة في مسيرته، وفي الوقت نفسه هو أحد أبطال الدراما الاجتماعية في أعمال عديدة، منها «سكر وسط»، وغيرها من الأعمال. هو من الأسماء التي يطلبها صنّاع الدراما من دون تردد. يبرع في أداء شخصياته ويقدّمها بخلطة بين البساطة والحرفية في الأداء. النجم السوري ميلاد يوسف تحدّث ل ” صوت بيروت إنترناشونال” عن الكثير من التفاصيل المتعلقة بحياته المهنية، وعن كواليس وأسرار من مسلسل «باب الحارة» و ” ليلة السقوط” فقال ” يتكلم هذا العمل عن دخول تنظيم «داعش» الإرهابي إلى مدينة الموصل في العراق، وهذا الحدث الذي كانت له تداعيات على مستوى المنطقة ككل، وكنت أؤدي شخصية «سمير»، وهو أحد العوائل الموصلية التي عانت من دخول «داعش» إلى المدينة.
«ليلة السقوط» عمل يضم نجوماً من الوطن العربي، ومن إنتاج شركة «بلا حدود»، التي أمّنت إنتاجاً ضخماً جداً، وكذلك المخرج ناجي طعمي الذي قدم جهوداً كبيرة على مستوى الصورة والممثلين، وربط العلاقات، وكانت مشاركتي في العمل مميزة
وعن مشاركته في الفيلم السينمائي «بوح» والشخصية التي تؤديها أكد قائلا “كنت محظوظاً بالجانب السينمائي خلال الفترة الماضية؛ حيث إن السينما هي ركنٌ تلجأ إليه لتحقيق المتعة التي تفقدها في الأعمال الدرامية الطويلة. وكان لديّ أكثر من مشاركة. فشاركت في فيلم «مفتاح الحب»، الذي تمّ تصويره في الإمارات. كما أنهيت تصوير فيلم «بوح»، من تأليف وإخراج أيهم عرسان، وهو تجربة مميزة جداً بلغة سينمائية ليست بعيدة عن الجمهور.
وبالانتقال للحديث عن شخصية «عصام» التي كانت سبباً في شهرته عربياً أوضح أن حالة مسلسل «باب الحارة» التي استمرت لفترة طويلة وإصراري على المشاركة في الأجزاء التسعة، وهذا الزمن الطويل والنجاح الكبير الذي حققه في الوطن العربي، وحتى لدى الجاليات العربية في العالم، كل ذلك ساهم في تكريس ميلاد يوسف وتقديمه بطريقة مختلفة، وبكل تأكيد شخصية «عصام» تطورت على مدى الأجزاء المختلفة. ويمكنني القول إنه نشأت علاقة بين شخصية عصام وبين الجمهور، وهذا العمل على الرغم من عديد الإشكاليات التي مر بها، فإنه يبقى جزءاً من ذاكرة الدراما السورية. وبكل تأكيد له دور في تكريس ميلاد يوسف بوصفه ممثلًا في دراما البيئة الشامية.
وعندما قرأ شخصية «عصام» للمرة الأولى، كيف فكر في بنائها الدرامي على صعيد الشكل والأداء قال “أتذكر أن النص وصلني عبارة عن جزأين من 62 حلقة. وكان في ذلك الوقت تقليداً مهنياً مهماً جداً، وهو «بروفات الطاولة» والأستاذ بسام الملا – رحمه الله – كان يصرّ عليها. ومن خلال تلك البروفات تتلمس من المخرج ملامح الشخصية، وطريقة الأداء، وتصوّر الشخصية، والشكل، والملابس، والمكان. ومن خلال «بروفات الطاولة» والمخرج والزملاء الحاضرين تشكّلت ملامح شخصية عصام.
وبرأيي، تقليد «بروفات الطاولة» افتقدناه بشكل كبير حالياً، وليس ذلك فحسب، بل بتنا مع حالة جديدة، وهي إرسال الشخصية التي سيؤديها الممثل فقط من دون نص المسلسل كاملاً. وهذا الأمر يتبع لطبيعة الممثل. لكن أنا من الأشخاص الذين يصرّون على معرفة كل خطوط العمل وأحداثه كاملة. وأنا أتمنى أن يعود تقليد «بروفات الطاولة»؛ لأنها كانت شكلاً فنياً مهماً جداً لتطوير الشخصيات وتشكيلها.
وأخيرا هل برأيه أن مسلسل «الهيبة» حقق جماهيرية تشبه جماهيرية «باب الحارة»، فأشار أن هذا العمل حقق جماهيرية كبيرة، ولا أريد أن أقارن جماهيريته بجماهيرية «باب الحارة»؛ لأننا أمام حالتَيْن مختلفَتَيْن وموضوعَيْن مختلفَيْن وبيئتَيْن متباينتَيْن. ولكن هذا العمل كان له وقع كبير لدى المشاهد العربي بشكل عام، وأصرّ صنّاع العمل على التغيير وتطوير هذا العمل. وبالتأكيد، إن كانت هناك انتقادات للعمل أو آراء رافضة له، فإن ذلك لا ينقص من قيمته. وبرأيي، نجح صنّاع المسلسل في تقديم أجزاء متلاحقة من عمل مميز. وهذا جهد كبير يجب أن نحترم القائمين عليه بكل تأكيد.